ستايل لاين
قبل ساعات من إعلان النتائج المالية لشركة “ميتا” عن الربع الثاني من عام 2025، نشر الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ خطابًا استثنائيًا قدّم فيه رؤية جديدة وجريئة لمسار الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي الفائق، مؤكدًا أن الهدف الأساسي لا يكمن في تسريع الأتمتة، بل في ابتكار أدوات تمنح المستخدم العادي قدرة أكبر على المعرفة والإبداع والتحكم.
وفي رسالة نقلها موقع CNBC، جاء الخطاب في توقيت استراتيجي يسبق إعلان الأداء المالي، في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج الاستثمارات الكبيرة التي ضخّتها ميتا مؤخرًا في الذكاء الاصطناعي. وأوضح زوكربيرغ أن ما يسميه “الذكاء الفائق الشخصي” Personal Superintelligence يهدف إلى تعزيز إمكانات الأفراد بدلاً من تعزيز مركزية التكنولوجيا أو إقصاء الدور البشري.
وقال زوكربيرغ: “في الوقت الذي تسعى فيه شركات كثيرة إلى استخدام الذكاء الفائق لأتمتة جميع المهام ذات القيمة، نحاول في ميتا إعادة تعريف هذه التقنية كأداة لتمكين الإنسان، لا لتحويله إلى مجرد مستهلك لنتائج الأنظمة الذكية”.
تحوّل استراتيجي بعد الميتافيرس
كجزء من هذه الرؤية، أعلنت ميتا في يونيو الماضي عن استثمار بقيمة 14.3 مليار دولار في شركة Scale AI المتخصصة في تكنولوجيا البيانات والتدريب النمذجي، كما عيّنت مؤسسها ألكسندر وانغ رئيسًا لقسم الذكاء الاصطناعي في ميتا.
وفي موازاة ذلك، أسست ميتا وحدة أعمال جديدة تحمل اسم Meta Superintelligence Labs، تتولى تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر مثل عائلة Llama، إضافة إلى الإشراف على المشاريع البحثية طويلة الأمد. وقد بدأت هذه الوحدة باستقطاب كفاءات بارزة من شركات منافسة مثل OpenAI وAnthropic وGoogle، في مؤشر على اشتداد المنافسة في سوق النماذج اللغوية وأنظمة التعلم العميق.
وتعكس هذه التحركات تحولًا كبيرًا في نهج ميتا، التي بدأت تنتقل من مرحلة “اللحاق بالركب” إلى تأسيس هوية خاصة في قطاع الذكاء الاصطناعي، بعد سنوات من تركيزها المكثف على الميتافيرس، الذي تسبب في خسائر تجاوزت 60 مليار دولار عبر وحدة Reality Labs منذ عام 2020.
وبحسب زوكربيرغ، فإن العقد الحالي سيشكّل “مرحلة حاسمة” لتحديد مستقبل الذكاء الاصطناعي، فإما أن يتحول إلى أداة للتمكين الشخصي أو إلى قوة مركزية تُقلّص الأدوار البشرية وتعيد تشكيل موازين النفوذ.
ويرى مراقبون أن هذا الخطاب يمثّل تغييرًا جذريًا في فلسفة ميتا، التي لم تعد تركز فقط على بناء الأجهزة أو المنصات، بل تسعى إلى إعادة رسم العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا في عالم رقمي يتغير بوتيرة غير مسبوقة.