
ستايل لاين
في حدث غير مسبوق، اختارت دار الأزياء الإيطالية العريقة «زينيا» أن تقيم عرض تشكيلتها لربيع وصيف 2026 خارج إيطاليا ولأول مرة في تاريخها، متزامناً مع أسبوع الموضة الرجالية في ميلانو. المكان المختار كان دار الأوبرا في دبي، التي تحوّلت خصيصاً إلى واحة غنّاء مغطاة بالرمال الذهبية، ومحاطة بأشجار نخيل وغاف تم اختيارها بعناية لترمز إلى الصمود والتجدد، بما يعكس الرابط الثقافي والبيئي العميق مع دولة الإمارات.

تحولت أجواء دار الأوبرا بدبي كلياً لتعكس أجواء «فيلا زينيا» برمالها وأشجارها (زينيا)
العرض جاء ضمن فعالية «Villa Zegna Club»، وهي تجربة غامرة تعكس فلسفة مؤسس الدار إرمينجيلدو زينيا، التي تجمع بين الإنسان والطبيعة وتتجاوز الحدود الجغرافية. في هذا الإطار، استُحضرت ملامح من «واحة زينيا» الأصلية في تريفيرو الإيطالية، حيث زرعت الدار منذ عام 1910 أكثر من 500 ألف شجرة في جبال بييلا في إطار التزامها بالاستدامة.

تحمل التشكيلة إرث الدار وحرفيتها بأسلوب عالمي (زينيا)
وفي تصريح مهم، أوضح جيلدو زينيا، حفيد المؤسس ورئيس مجلس الإدارة، أن اختيار دبي ليس مجرد صدفة، بل خطوة استراتيجية بالنظر إلى مكانتها العالمية وتنوّع سكانها وزوارها، حيث تستقطب الدار وحدها في «دبي مول» قرابة 100 مليون زائر.

ظهر بعض العارضين حفاة وهم يحملون أحذيتهم المطاطية بأيديهم (زينيا)
الفعالية جمعت 600 شخصية بارزة من كبار عملاء الدار حول العالم، من الصين إلى المكسيك، ومن ألمانيا إلى تايلاند، بينهم مشاهير مثل ظافر العابدين ومحمد فراج وقيس الشيخ نجيب، في مشهد يعكس مكانة الدار العالمية.

تعكس الألوان أجواء الصيف من دون أن تتوهج حتى تحافظ على روحها الرفيعة (زينيا)
رغم إقامة العرض في منطقة ذات هوية ثقافية واضحة، أكد المصمم أليساندرو سارتوري أن تشكيلته لم تتأثر بشكل مباشر بتراث المنطقة، بل حافظت على روح «زينيا» الأصلية، مضيفاً لمسات مبتكرة تتناسب مع حرارة الطقس وطبيعة الحياة اليومية. وجاءت التشكيلة بـ58 قطعة اتسمت بالانسيابية والخفة والراحة، عبر أقمشة معالجة ودرجات لونية ترابية كُرّست لتُظهر كأنها تأثرت بشمس دبي.

الموسيقي جيمس بلايك وهو يغني ويعزف على البيانو قبل العرض (زينيا)
سارتوري خاض مغامرة تصميمية في المساحة الفارغة بين الكلاسيكية والكاجوال، مزج فيها الأناقة الراقية بالخفة والمرونة. الأقمشة كانت بطلة العرض: جلد قابل للغسل، بدلات حريرية لا يتجاوز وزنها 300 غرام، وملابس خالية من التبطين تعزز حرية الحركة. حتى القطن تم دعمه بنسبة من الورق المعالج لزيادة خفة الملمس وقوة القماش.

قمصان طويلة بياقات نهرو وإكسسوارات تضفي عليها أناقة هادئة (زينيا)
في ذروة الحدث، عزف الموسيقي البريطاني جيمس بلايك مقطوعة حيّة على البيانو في ظلمة شاعرية، معلناً انطلاق العرض الذي استحضر «الحياة اللذيذة» والأسلوب الإيطالي الحر الذي مثّله الملياردير جياني أنييلي. وظهر العارضون من مختلف الأعمار، بعضهم حفاة يحملون أحذيتهم، في مشهد يعكس العفوية الواقعية التي أرادها المصمم.

كما تنوعت الأقمشة والتصاميم تنوعت أعمار العارضين (زينيا)
في ختام العرض، أكدت الدار وفاءها لمبادئها البيئية، معلنة أن الأشجار التي استخدمت لتزيين المكان ستُعاد زراعتها لاحقاً، امتداداً لفلسفتها في الاستدامة، وزرع الجمال كما يُزرع الشجر.

الأخضر كان حاضراً بقوة بكل درجاته في هذه التشكيلة (زينيا)

القمصان لم تعد مجرد مكمل بل أخذت دور سترة في هذه التشكيلة (زينيا)