ستايل لاين
تُعد إصابات الجزء العلوي من الجسم، مثل إصابات الذراع أو الكتف أو الكوع، من أكثر الإصابات الرياضية شيوعًا، وتشكل نحو 30% من مجمل الحوادث في هذا المجال. وتشير الإحصائيات إلى أن الرجال أكثر عرضة لهذا النوع من الإصابات بنسبة تصل إلى 61%، ويُعزى ذلك غالبًا إلى مشاركتهم في أنشطة بدنية أكثر كثافة، مثل رفع الأثقال أو تمارين القوة المكثفة.
ورغم أن الإصابة قد تُشكل عائقًا مؤقتًا، إلا أنها لا تعني بالضرورة نهاية التمرين أو فقدان اللياقة. فبإمكانك مواصلة التدريب بطريقة ذكية وآمنة تضمن الشفاء السليم دون التضحية بقوتك أو لياقتك البدنية.
متى يجب الراحة، ومتى يمكن الحركة؟
في حالات الإصابات الطفيفة، مثل الإجهاد الخفيف أو بداية التهاب الأوتار، يمكن أن تُساعد التمارين الخفيفة على تعزيز تدفق الدم وتقليل التيبس والألم، مما يسرّع عملية الشفاء. المهم هو تجنب الضغط الزائد على المنطقة المصابة؛ استخدم أوزانًا خفيفة وقلل عدد التكرارات.
أما في حالات الإصابات الأكثر شدة، كتمزق العضلات أو كسور الإجهاد، فهنا تكون الراحة ضرورية، وأي نشاط بدني قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتأخير الشفاء. ينطبق هذا أيضًا على فترة ما بعد جراحات الكتف، مثل جراحة الكفة المدورة، حيث يوصى بارتداء الحمالة لمدة أربعة إلى ستة أسابيع. ومع ذلك، يمكن أن تبدأ بعض الحركات اللطيفة في الأسابيع الستة إلى الاثني عشر الأولى، ولكن دائمًا تحت إشراف طبي.
تقوية الذراع السليمة لدعم المصابة
المثير للاهتمام أن تدريب الذراع السليمة يمكن أن يُفيد الذراع المصابة أيضًا. فقد أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين بذراع واحدة فقط يمكن أن تُعزز قوة الذراع الأخرى بنسبة تقارب 9.4%. ولتحقيق أقصى استفادة دون التسبب في إصابات إضافية، احرص على استخدام أوزان خفيفة وركز على دقة الوضعية أثناء أداء التمارين.
فرصة لتقوية عضلات الجذع
يمكن أن تكون فترة التعافي أيضًا فرصة ممتازة للعمل على تقوية الجذع. تمارين مثل رفع الساقين المستقيم والبطن يمكن أن تُعزز من توازن الجسم وتحسين الوضعية، ما يُسهم في تقليل الضغط على الكتفين والذراعين ويُسرّع الشفاء. مع ذلك، يُنصح بتجنب التمارين التي تتطلب مجهودًا مباشرًا من الذراع المصابة، مثل تمارين البلانك أو “تسلق الجبال”.
خلاصة
إصابات الجزء العلوي من الجسم لا تعني التوقف الكامل عن التمرين. بالعكس، مع تخطيط مدروس ونهج تدريبي آمن، يمكنك الحفاظ على مستوى جيد من اللياقة خلال فترة التعافي، لتعود بعدها إلى روتينك أقوى وأكثر توازنًا. فقط استمع إلى جسدك، واتبع إرشادات طبيبك، وركز على التعافي الذكي لا السريع.
